هواء غزة بطعم السيرج
لم يعد خليل الشاعر ،52 عاما، وجاره أحمد الحميد ،47 عاما، يمارسان هواية المشي، بعد صلاة المغرب كل يوم،
بمحاذاة شارع صلاح الدين الرئيسي، الذي يربط شمال قطاع غزة وجنوبه. فالشاعر والحميدي اللذان يقطنان في حي بركة الوز، وسط القطاع، على بعد مائتي متر عن شارع صلاح الدين، لم يعودا قادرين على تحمل الرائحة الكريهة المنتشرة في محيط ، وعلى امتداد الشارع، والمنبعثة من السيارات التي تتحرك على الشارع، وتعمل بزيت السيرج المصنع من السمسم.
الشاعر والحميدي محظوظان لأنهما ليسا مجبرين على الاقتراب من الشارع، لكن فايز شحدة ،27 عاما، الذي يعمل في محل لبيع الخردة يقع على الشارع تماماً فإنه يضطر لاستنشاق الرائحة الكريهة في كل وقت. ويقول فايز لـ«الشرق الأوسط»، إن ظروف عمله أصبحت مستحيلة بفعل الرائحة الكريهة المنبعثة من هذه السيارات. وأضاف «أحاول البقاء في المكتب اكبر قدر ممكن حتى لا أشم الرائحة، لكن التعامل مع الزبائن يفرض علي أن أظل في الخارج».
كما أن الناس الذين في المنازل على امتداد الشارع وقرب الشوراع التي تسلكها سيارات الأجرة التي تستخدم زيت السيرج يعانون من هذه الروائح ايضا. اذ يعممون على الناس إغلاق النوافذ ولا يفتحونها إلا في ساعات الليل عندما تنتهي حركة السيارات على الشوارع. لكن معاناة الناس الذين يركبون هذه السيارات اكبر وأشد، وتحديداً الذين يجلسون في المقاعد الخلفية حيث يكونون أكثر قرباً من عادم السيارة التي تنبعث منها الروائح الكريهة.
فيوم الإثنين الماضي، كانت سيدة في طريق عودتها من مدينة غزة الى مدينة دير البلح، تجلس في الكرسي الخلفي من سيارة الأجرة، وبعدما تجاوزت السيارة جسر وادي غزة، فقدت السيدة الوعي بفعل ما استنشقته من روائح، الأمر الذي استدعى نقلها للمستشفى. وهناك عدد كبير من الناس اضطر لمراجعة المستشفيات بعد أن تأثر سلباً بهذه الروائح. سليمان العواوده فني ميكانيكا سيارات قال ل «الشرق الاوسط»: إن الروائح الكريهة تنبعث من السيارات لأنه لا يتم تخليص السيرج من المواد المؤكسدة التي تنبعث مع الدخان. لكن هناك من يحذر من أن استخدام السيرج كوقود قد يؤدي الى زيادة الإصابة بمرض السرطان. وحذرت منظمة الضمير لحقوق الانسان من أن عملية اختلاط السيرج والغازات العادمة «ينتج عنها مواد مسرطنة خطيرة». وفي بيان، تلقت «الشرق الاوسط» نسخة منه، قالت الضمير «إن زيت الطعام غير قابل للاشتعال الكامل على عكس أنواع المحروقات المختلفة القابلة للاشتعال بشكل متكامل مثل السولار والبنزين. واكدت أن استخدام زيت الطعام كوقود للمركبات ينتج عنه عادم يحتوي على «مواد مسرطنة خطيرة قاتلة، ما يؤدي إلى تلوث الهواء بشكل مباشر بتلك المواد الخطيرة». واشارت الضمير الى أن استخدام السيرج كوقود قد أدى الى ارتفاع سعره بشكل كبير.
يذكر أنه في اعقاب الحصار المفروض على القطاع وقرار اسرائيل بحظر توريد السولار والبنزين للقطاع، لجأ السائقون في القطاع الى خلط الكاز الابيض «الكيروسين» بالسيرج، لاستخدامه كوقود.
نقلا عن مجلة الوطن الفلسطينية
والمصيبة انو اسماعيل هنية بيتفاخر وبقول وجدنا الحل
وسعر السيرج ولع وفى غزة والهوا مقرف صار
وهوا بيضحك وبقول حلينا المشكلة